شاركت منظمة المدن المتحدة والإدارات المحلية – فرع الشرق الأوسط وغرب آسيا (UCLG-MEWA) في الاجتماع السنوي لفريق عمل التعاون الدولي وبناء القدرات (CIB) الذي عُقد في تونس يومي 17 و18 يونيو/حزيران 2025. وقد تم تنظيم الاجتماع بشكل مشترك من وكالة التعاون الدولي التابعة لجمعية البلديات الهولندية واتحاد البلديات الكندية، بمشاركة ممثلين عن جمعيات الإدارات المحلية، والمؤسسات الدولية، وخبراء في مجال التعاون الإنمائي الدولي، وذلك لمناقشة التحولات الجارية في هذا المجال والدور المحوري الذي تلعبه الإدارات المحلية والإقليمية في ظل تعقيدات المشهد العالمي الحالي.
وكان وفد UCLG-MEWA مؤلف من الدكتورة ريم أبو سمرة، منسقة العلاقات الدولية، وألينه دميرجان، مساعدة المشاريع. وقد ساهم الوفد بفعالية في النقاشات، حيث نقل وجهات نظر منطقة الشرق الأوسط وغرب آسيا، وسلط الضوء على الجهود المستمرة للمنظمة في تعزيز التعاون اللامركزي، والحوكمة الشاملة، والمرونة المناخية. كما استعرضت UCLG-MEWA أنشطتها في إطار لجنة البيئة، بما في ذلك المبادرات المتعلقة بالتكيف المناخي المحلي، والقيادة الشاملة، وأمن المياه.
استُهل الاجتماع بكلمة رئيسة فريق عمل التعاون الدولي وبناء القدرات ، الدكتورة نيلا أكرمي، التي دعت إلى شراكات أقوى وأكثر عدلاً، ورؤية جديدة للتعاون الإنمائي في مواجهة ما وصفته بـ”الأزمات المتعددة”. وشددت على أهمية دور الإدارات المحلية، ليس فقط في تقديم الخدمات، بل أيضاً في الدبلوماسية والاستجابة للأزمات.
أدار غابي سيناي جلسة رفيعة المستوى، حيث ناقش المتحدثون ومن بينهم أوكتافي دي لا فارغا، وسارة هوفليش، والبروفيسور سامي ياسين التركي، التحديات والفرص في التعاون اللامركزي في ظل عدم الاستقرار السياسي، والتقشف المالي، والتراجع في تمويل المانحين. وقد دعوا إلى تعزيز دور الإدارات المحلية، وتوفير الدعم الفني، والاعتراف السياسي بها كجهات فاعلة في التنمية.
وكان أحد المحاور الأساسية للاجتماع هو المساهمة في إعداد ورقة عمل جديدة لفريق عمل التعاون الدولي وبناء القدرات، كأداة مرجعية عملية تهدف إلى تعزيز الموقف المشترك لأعضاء الفريق، والترويج للإدارات المحلية كجهات فاعلة شرعية في التنمية. وقد قدمت UCLG-MEWA مساهمات مهمة في ورش العمل التفاعلية، لا سيما من خلال التأكيد على أهمية تضمين تجارب المناطق التي تواجه عدم الاستقرار، ومركزية السلطة، والهشاشة المناخية. ومن المتوقع أن تتضمن الورقة رسائل سياسية، ودراسات حالة، واستراتيجيات للتواصل مع المانحين ذات صلة بالتحديات التي يواجهها الأعضاء.
عُقدت في اليوم الثاني ورش عمل مواضيعية حول المساواة بين الجنسين والتكيف المناخي. وخلال ورشة العمل المعنية بالقيادة المحلية في التكيف المناخي، شاركت UCLG-MEWA نماذج من أنشطتها الإقليمية، مشددة على أهمية الحوكمة متعددة المستويات والحلول المحلية. وقد تم الاعتراف بدور UCLG-MEWA في الدفاع عن التنمية الشاملة والمستدامة في مواجهة التحديات البيئية كمساهمة محورية في الحوار العالمي.
واختُتم الاجتماع بجلسة استراتيجية خُصصت لتحديد أولويات فريق عمل التعاون الدولي وبناء القدرات وتعزيز مكانة الإدارات المحلية والإقليمية كجهات سياسية فاعلة. وأكدت UCLG-MEWA خلال هذه الجلسة على ضرورة الاستمرار في دعم التعلم بين الأقران، وبناء القدرات، وخلق مساحات تعاونية تمكّن الإدارات المحلية من جميع المناطق، ولا سيما من الجنوب العالمي، من المساهمة في تشكيل السرديات والحلول العالمية للتنمية.

