شاركت منظمة المدن المتحدة والإدارات المحلية فرع الشرق الأوسط وغرب آسيا (UCLG-MEWA) في اجتماع المجلس العالمي لمنظمة المدن المتحدة والإدارات المحلية (UCLG) الذي عُقد هذا الأسبوع في مدينة شيان بتاريخ 17 أكتوبر/تشرين الأول 2025، تحت شعار “تشكيل المجتمعات لأجيال الحاضر والمستقبل”. بمشاركة واسعة من دول منطقة الشرق الأوسط وغرب آسيا.
جمع هذا الحدث الذي استمر يومين أكثر من 350 من قادة الإدارات المحلية والإقليمية من أكثر من 100 مدينة حول العالم، وذلك لتحديد أولويات المنظمة قبيل انعقاد المؤتمر العالمي المقبل في طنجة عام 2026. وقد نُظم الاجتماع بالتوازي مع الاحتفال بالذكرى العاشرة لمبادرة “جسر من أجل المدن” التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، حيث تم التأكيد على الدور الحيوي الذي تلعبه الإدارات المحلية والإقليمية في تعزيز التنمية المستدامة، والإدماج، والسلام.
بدأ الاجتماع بجلسة عامة مشتركة مع منظمة اليونيدو، حضرها كل من رئيس بلدية لاهاي ورئيس منظمة UCLG السيد يان فان زانن، ورئيس بلدية شيان ونائب رئيس المنظمة يي نيوبينغ، ونائب المدير العام لليونيدو فاتو حيدارا. واختتمت الجلسة بتوقيع بيان مشترك لتعزيز التعاون والشراكات التقنية وبرامج بناء القدرات. وأكد يي نيوبينغ في كلمته أن المدن باتت تشكّل رؤية جديدة للتنمية قائمة على الثقافة والحوار والإبداع، وهي الأسس الحقيقية لتحقيق السلام الدائم.
شدّد من جانبه الأمين العام لـ UCLG-MEWA الدكتور محمد دومان على الدور المحوري للإدارات المحلية في تعزيز الحوكمة الشاملة والتنمية الحضرية المستدامة والتضامن العالمي، مبرزاً إسهاماتها في ترسيخ السلام وبناء مدن مرنة.
كما عرضت الجلسات رفيعة المستوى كيف تُحوّل المدن التحديات العالمية مثل تغير المناخ والتلوث وعدم المساواة إلى فرص للابتكار والنمو الأخضر والحوكمة الشاملة. وتبادل عدد من رؤساء البلديات والقادة المحليين من بينهم أوغور إبراهيم ألتاي، رئيس بلدية قونية الكبرى والرئيس التنفيذي لمنظمة UCLG تجاربهم حول التنمية الحضرية المستدامة، مع التركيز على استخدام التكنولوجيا لمواجهة الجفاف وتحديات المناخ. كما تناولت الجلسات قضايا التحول الرقمي، والعدالة الإقليمية، والسياسات الحضرية المتمحورة حول الإنسان كأدوات لبناء المرونة والإدماج الاجتماعي.
وتركزت اجتماعات المكتب التنفيذي والشؤون القانونية على تعزيز أجندة الرعاية، والبلدية النسوية، والتحول البيئي، والاستعدادات لمؤتمر 2026 العالمي. وأكدت نائبة الرئيس فاطيماتو عبد المالك أهمية تعزيز تمثيل المرأة في الحوكمة المحلية والحفاظ على المساحات التي تتيح للنساء المنتخبات تبادل الخبرات. كما جدّدت المناقشات التأكيد على أن الميثاق الاجتماعي المحلي يمثل أداة أساسية لربط العمل المحلي بالأجندات التنموية العالمية.
وشكّل السلام والتضامن محوراً رئيسياً خلال أعمال المجلس، حيث عبّر الأعضاء عن دعمهم للمدنيين المتضررين من النزاعات، ورحّبوا بوقف إطلاق النار في غزة. وبمبادرة من رئيس بلدية قونية الكبرى، وبدعم من قادة آخرين في UCLG، تم تبني دعوة للتحرك من أجل السلام والتضامن، مما عزز التزام UCLG-MEWA بالقضايا الإنسانية وتعزيز التعددية المحلية.
واختُتم المجلس باعتماد خطة العمل لعام 2026، التي تحدد الأجندة المستقبلية حول ركائز المنظمة الثلاث: الناس، الكوكب، والحكومة، إلى جانب تسليم رئاسة UCLG إلى لي جانغ وو من رئيس بلدية دايجون الكورية.
وأكدت مشاركة UCLG-MEWA في شيان مجدداً دورها في إعلاء صوت الإدارات المحلية والإقليمية في الشرق الأوسط وغرب آسيا، وتعزيز التنمية المستدامة والمساواة والسلام على الساحة الدولية.
