انعقد المنتدى العالمي السادس للتنمية الاقتصادية المحلية والمكتب التنفيذي لمنظمة المدن المتحدة والإدارات المحلية (UCLG) في إشبيلية في الفترة ما بين 1 و4 أبريل/نيسان 2025، حيث جمع القادة العالميين وممثلي المدن والمنظمات الدولية لدعم الحلول المحلية للنمو المستدام والشامل.
نُظم المنتدى باستضافة صندوق البلديات الأندلسية للتضامن الدولي (FAMSI)، وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة العمل الدولية، ومنظمة المدن المتحدة والإدارات المحلية العالمية (UCLG) وقد شكّل المنتدى منصة محورية للنقاش قبيل انعقاد المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية (FFD4)، المقرر عقده أيضًا في مدينة إشبيلية.
وشهد الحفل حضوراً كبيراً من القادة المحليين من منطقة MEWA، ومن بينهم أحمد أكين نائب رئيس منظمة UCLG ورئيس بلدية باليك أسير الكبرى، وجمال أبو عبيد رئيس بلدية بني عبيد، بالإضافة إلى ممثلين عن اتحاد البلديات تركيا. وكان وفد أمانة UCLG-MEWA برئاسة الأمين العام الدكتور محمد دومان.
عُقد في الأول من أبريل/نيسان اجتماع لجنة الإدارة المالية ولجنة الشؤون القانونية التابعة لمنظمة UCLG، حيث جرى خلاله بحث الأولويات المؤسسية، والاستدامة المالية، وآليات الحوكمة. ومن جهتها، شددت منظمة UCLG-MEWA، بصفتها الفرع الإقليمي الملتزم في هيكلية UCLG، على أهمية تعزيز الحوكمة المالية الشفافة وتطوير أطر قانونية شاملة تعكس الاحتياجات المتغيرة للإدارات المحلية، ولا سيما في منطقةMEWA.
عقدت جلسة عمل المكتب التنفيذي لمنظمة UCLG في الثاني من أبريل/نيسان، بمشاركة قادة وشركاء عالميين للتداول بشأن الاتجاهات السياسية والاستراتيجية والسياسية الرئيسية. وكانت الجلسة بمثابة لحظة محورية لمواءمة أولويات الحركة مع الأجندات العالمية، بما في ذلك توطين أهداف التنمية المستدامة، والتمويل من أجل التنمية، والدبلوماسية البلدية.
نظمت UCLG-MEWA ومكتب الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في سوريا حلقة نقاشية حول “الأقاليم المتأثرة بالنزاع: القيادة الديموقراطية كآلية لبناء السلام” في 3 أبريل/نيسان. تناولت هذه الندوة الدور الحاسم للتنمية الاقتصادية المحلية في عمليات التعافي الحضري في سياقات صعبة مثل سوريا وفلسطين.
استهل الدكتور محمد دومان الجلسة بكلمة افتتاحية، أعقبتها سلسلة من العروض التقديمية التي سلطت الضوء على تجارب تعافٍ ملهمة من مناطق متأثرة بالنزاعات.
قدّمت ليال جبور سردًا مؤثرًا عن جهود التعافي في مدينة حمص، سوريا، فيما استعرضت سويدا أصلان، مسؤولة الأبحاث في UCLG-MEWA، منظورًا إقليميًا معمقًا، متناولة التحديات المعقدة المرتبطة بتنفيذ برامج التنمية الاقتصادية المحلية في ظل الصراع والاحتلال، إضافةً إلى الأزمات المتعلقة بالطاقة والبيئة. من جانبه، شارك عيسى قسيس، رئيس بلدية رام الله – فلسطين، شهادات ملهمة عن الصمود والنجاح المحلي رغم الظروف القاسية، ناقلاً رسالة أمل ومثابرة من مجتمعه. أما فيكي ليونج، المتخصصة الفنية في منظمة العمل الدولية (ILO)، فقد تناولت الموضوع من منظور المنظمة، مركّزة على ظروف العمل وديناميكيات سوق العمل في سياقات النزاع. واختتم نيس ديوغو كوريا، مدير التخطيط والمالية في حكومة مقاطعة كابو ديلجادو – موزمبيق، الجلسة بعرض خطتهم الاستراتيجية للتنمية، والتي تركز على الاستجابة للأزمات، وإعادة الإعمار، والتنمية الاقتصادية، مع التأكيد على التعليم والتدريب المحليين كأساس لنهج شامل للتعافي الإقليمي.
واختتم المنتدى بدعوة قوية لمواصلة التعاون ودعوة واضحة للمشاركين لحمل هذا الزخم إلى المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية (FFD4). حيث تهدف الأفكار والتحالفات التي تم تشكيلها في المؤتمر العالمي السادس للتنمية الاقتصادية المحلية إلى تعزيز السياسات المحلية في جميع أنحاء العالم، ودفع التنمية العادلة والمستدامة التي تعود بالنفع المباشر على المجتمعات على أرض الواقع. علاوة على ذلك، نظم المضيفون العديد من الأنشطة الثقافية، بما في ذلك زيارات إلى المركز التاريخي لمدينة إشبيلية، وكاتدرائية إشبيلية، وقصر الكازار الملكي الشهير، مما عزز التضامن والحوار غير الرسمي بين المشاركين.