الخطوات الحاسمة في قمة المستقبل للأمم المتحدة


انعقدت قمة المستقبل للأمم المتحدة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في الفترة من 20 إلى 23 ايلول 2024. وشهدت القمة اجتماعا تاريخيا اجتمعت فيه الإدارات المحلية والجهات الفاعلة العالمية من جميع أنحاء العالم من أجل مستقبل مستدام.

كانت القضايا مثل تعزيز دور الإدارات المحلية على نطاق عالمي وتسريع أهداف التنمية المستدامة بشكل خاص مدرجة على جدول الأعمال. كان هناك جزأين رئيسيين للقمة، حيث تم الإعلان عن خطط العمل واتخاذ خطوات ملموسة للمستقبل.

18 ايلول العد التنازلي للمدن لعام 2030

تم إطلاق مبادرة العد التنازلي للمدن لعام 2030 بالتعاون مع المنظمة العالمية للمدن المتحدة والإدارات المحلية (UCLG)، والأمم المتحدة، وموئل الأمم المتحدة. وعقد اللقاء في مقر القنصلية العامة للجمهورية التركية وفي البيت التركي ممثليتها الدائمة لدى الأمم المتحدة. وبالإشارة إلى أن المدن تلعب دورًا رئيسيًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، تم تقديم هذه المبادرة كمنصة حاسمة لتحقيق الأهداف العالمية من خلال إجراءات ملموسة وفعالة على المستوى المحلي.

19 ايلول الفريق الاستشاري للأمين العام للأمم المتحدة المعني بالسلطات المحلية والإقليمية

انعقد اجتماع الفريق الاستشاري للإدارات المحلية والإقليمية التابع للأمين العام للأمم المتحدة في مقر الأمم المتحدة في 19 ايلول. وسلطت هذه المبادرة، التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الضوء على الدور الحاسم للمشاركة والعمل والتعاون على الصعيدين المحلي والإقليمي. وناقش الاجتماع القضايا الحاسمة مثل المدن المستدامة والإدارة المحلية وتوطين أهداف التنمية المستدامة. وأتيحت الفرصة للقادة المحليين لتعزيز قدراتهم والمشاركة في مناقشات هادفة لتعزيز السياسات الشاملة والمتعددة الأطراف.

ألقى كلاً من د. يوسف الشواربة أمين عمان والرئيس المشارك لمنظمة UCLG-MEWA, ورئيسة بلدية غازي عنتاب الكبرى فاطمة شاهين كلمات مهمة في الاجتماع ممثلين عن منطقة الشرق الأوسط وغرب آسيا. وقد قدم الشواربة وشاهين مساهمات قيمة في المحادثات من خلال لفت الانتباه إلى قضايا مهمة مثل بناء السلام وحقوق الإنسان وتوطين الأهداف العالمية.

19 ايلول الجمعية العالمية للإدارات المحلية والاقليمية

أصبحت الجمعية العالمية للإدارات المحلية والاقليمية منصة تجتمع فيها الإدارات المحلية مع صانعي القرار السياسي العالمي وتتبادل وجهات نظرهم حول كيفية تعزيز النظام المتعدد الأطراف على المستوى المحلي. برز في هذا الاجتماع قضايا مثل المدن الذكية والإدارة الشفافة ومشاريع البنية التحتية الشاملة ومكافحة تغير المناخ. ساهم المسؤولون المحليون من مختلف أنحاء العالم بمشاريع ناجحة وأمثلة للممارسات الجيدة قاموا بتنفيذها في مدنهم ومناطقهم.

أصبحت هذه التجارب المشتركة في مجالات مثل تحسين خدمات المدينة من خلال الرقمنة وتعزيز الديمقراطية التشاركية وعمليات الإدارة الشفافة وحلول البنية التحتية المستدامة ومشاريع الطاقة المبتكرة مصدر إلهام للإدارات المحلية الأخرى. وكانت الخطوات المحلية المتخذة في مكافحة تغير المناخ، واستراتيجيات زيادة المرونة الحضرية وسياسات المدينة الشاملة من بين الموضوعات البارزة في الاجتماع.

أكد د.محمد دومان الأمين العام لمنظمة UCLG-MEWA في خطابه على الدور الحاسم للشباب في تشكيل المستقبل العالمي. تم تقديم مبادرة البرلمان الإلكتروني كخطوة مبتكرة ستمكن الشباب والقادة المحليين من العمل بشكل أوثق. تم تطوير هذه المبادرة بالتعاون مع UCLG وأكاديمية WALD وتهدف إلى تمكين القادة المحليين من التفاعل بشكل أكثر فعالية مع الشباب، وتشجيع مشاركتهم النشطة في عمليات التنمية المستدامة.

20-21 ايلول: أيام عمل قمة المستقبل للأمم المتحدة

أصبحت أيام عمل قمة المستقبل للأمم المتحدة، التي عقدت في الفترة من 20 إلى 21 ايلول، بمثابة منصة مهمة أكدت على الدور الهام الذي تلعبه الإدارات المحلية والإقليمية في تشكيل الرؤية العالمية. مناطق الرعاية من أجل المستقبل: عُقدت جلستان منفصلتان بعنوان “توطين ميثاق المستقبل” – البلدية النسوية من أجل المساواة والعمل المناخي والديمقراطية والسلام (يوم الإدارات المحلية والإقليمية) وتشكيل المسارات المحلية من أجل مستقبل أكثر عدلاً واستدامة وأمانًا للجميع.

22-23 ايلول: قمة المستقبل للأمم المتحدة

ركزت قمة المستقبل للأمم المتحدة على إعادة هيكلة النظام المتعدد الأطراف وإنشاء نموذج حكم أكثر شمولاً على المستوى العالمي من قبل القادة الوطنيين المشاركين من جميع أنحاء العالم. وناقشت القمة كيفية إصلاح النظام الدولي الحالي لتعزيز التعاون والتضامن بين الدول. وشدد القادة على ضرورة اعتماد نهج إداري أكثر استدامة وعدالة في مواجهة الأزمات العالمية.

وفي الاجتماع، تمت الموافقة بالإجماع على “ميثاق المستقبل“، الذي تم إعداده لسد الفجوات في الحوكمة العالمية، واعتماد استراتيجيات تنمية شاملة وبناء مستقبل أكثر استدامة وإنصافا في جميع أنحاء العالم. وتهدف هذه الاتفاقية إلى إنشاء حجر الزاوية لنموذج حوكمة أكثر شمولية ومتعدد الطبقات من خلال ضمان مشاركة أكثر نشاطًا ليس فقط للحكومات، ولكن أيضًا للإدارات المحلية والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص في الحوكمة العالمية.

مشاركة واسعة من منطقة الشرق الأوسط و غرب آسيا

وقد كانت المشاركة الواسعة للقادة المحليين الذين يمثلون منطقة الشرق الأوسط وغرب آسيا في القمة محط اهتمام الكثيرين. تحدث ممثلون من مدننا الإقليمية مثل باليكسير، السلط، كاراتاي، أفجيلار، غازي عنتاب، العريضة وعمان عن مساهماتهم في عمليات السلام والتنمية. شارك أيضًا ممثلون عن المؤسسات والمنظمات والدول مثل الأكاديمية العالمية للإدارة المحلية والديمقراطية (WALD)، واتحاد بلديات تركيا (TBB) وممثل الأردن راكز الخلايلة.

ونتيجة لذلك، أظهرت قمة المستقبل للأمم المتحدة مرة أخرى الدور الرئيسي الذي ستلعبه المدن في حل المشاكل العالمية. كشفت هذه القمة أيضًا عن مساهمات وقيادة المدن في منطقة الشرق الأوسط و غرب آسيا في هذه العملية. ليتم التأكيدً مرة أخرى على مدى أهمية الإجراءات المحلية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية. وفي الإعلان الذي نُشر بعد القمة، تم التأكيد على ضرورة تعزيز ودعم الإدارات المحلية بشكل أكبر، كما تم التأكيد على أهمية تزويد المدن ببنية أكثر استدامة وشمولية ومرونة في المستقبل.

Comments are disabled